أسوشيتد برس: القصة الكاملة وراء صفقات نادر وبرويدي مع السعودية والإمارات!

كشفت وكالة “أسوشيتد برس” معلومات جديدة عن حملة الحشد ضد قطر في أروقة مراكز صنع القرار في واشنطن التي قادها كل من جامع التبرعات لحملة الرئيس دونالد ترامب، إليوت برويدي، ورجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول اللبنانية، جورج نادر، بهدف حصد ثروة باهظة تصل إلى مليار دولار.

وتشير وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أن برويدي، حاول الانخراط في علاقات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، اللذين كانا يسعيان لتغيير السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط ومعاقبة قطر، الإمارة الخليجية المنافسة، والتي وصفها برويدي ب “الأفعى”.

ولتحقيق هذا المسعى، قاد برويدي حملة “سرية” للتأثير على البيت الأبيض والكونغرس، مغرقاً واشنطن بالتبرعات السياسية.

وقدم برويدي وشريكه، رجل الأعمال الأمريكي ذو الأصول اللبنانية جورج نادر، نفسيهما لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد كقناة خلفية للبيت الأبيض، حيث مررا ثناء ولييّ العهد-ورسائلهما-مباشرة إلى أذني الرئيس (ترامب).

وبحسب “أسوشيتد برس”، كان ديسمبر 2017 الوقت الذي أستعد برويدي فيه لجني مكاسب الحملة التي أدارها.

وفي مقابل ترويج السياسات المعادية لقطر ودفعها بشدة داخل أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، توقع برويدي ونادر الحصول على عقود استشارية ضخمة من السعودية والإمارات، وذلك بحسب التحقيق الذي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” التي تضمن مقابلات مع أكثر من 20 شخصاً ومئات الصفحات المسربة من رسائل البريد الإلكتروني تبادلها برويدي ونادر بينهما.

واشتملت الرسائل التي أطلعت عليها الوكالة ملخصات ووثائق عمل وعقود واقتراحات عمل وعقود.

ضرب قطر بشدة

وكانت “أسوشيتد برس” ذكرت في وقت سابق أن كلاً برويدي ونادر حاولا تمرير قانون ضد قطر عبر الكونغرس، متسترين على مصدر الأموال الذي يقف وراء حملتهما.

وتكشف مجموعة الرسائل المسربة الجديدة محاولة طموحة وسرية يقودها برويدي ونادر لتكوين حملة ضغط لعزل قطر وتقويض علاقة البنتاغون طويلة الأمد مع الإمارة الخليجية.

وتفيد “أسوشيتد برس”، أنه بعد المراجعة الدقيقة لمجموعة الرسائل والوثائق المسربة، والتأكد مما ورد فيها عبر التحدث مع العشرات من المصادر، فإنها تتلاقى مع تسلسل الأحداث الفعلية التي حصلت، من ضمنها جهود التقارب من الأميرين الخليجيين وحملات الضغط على الكونغرس والبيت الأبيض.

وتشير الوكالة، أن حملات الضغط الهادفة وراء الربح الشخصي ليس بشيء جديد في واشنطن، حيث تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية بالتخلص من هذه الثقافة وتحرير واشنطن من جماعات الضغط، متوعداً بما أسماه ب “تجفيف المستنقع”.

لكن إليوت برويدي، أحد أكبر جامعي التبرعات للحزب الجمهوري ولحملة ترامب شخصياً، والذي أدار حملة لتغيير سياسات واشنطن في الشرق الأوسط بهدف الحصول على ثروة باهظة، اكتشف أن “المستنقع” في عهد ترامب اتسع للغطس والسباحة فيه بمدى لم تعرفه أي إدارة أمريكية سابقة.

وتؤكّد “أسوشيتد برس”، أن برويدي ونادر لم يسجلا اسميهما في الولايات المتحدة تحت قانون “تسجيل العملاء الأجانب”، وهو القانون الذي ينص على أن يكشف عملاء الضغط الذين يعملون لحكومات أجنبية ارتباطاتهم الخارجية وبعض جوانب نشاطاتهم السياسية. ويتطلب القانون من هؤلاء الأشخاص أن يسجلوا أنفسهم حتى لو لم تكن نشاطاتهم مدفوعة بل فقط موجهة لخدمة مصالح خارجية تبررها أهداف سياسية، وعلى من يخالف هذا القانون الفيدرالي دفع غرامة يصل حدها الأعلى إلى 10 آلاف دولار أو الخضوع لعقوبة السجن لمدة تصل حتى 5 سنوات.

لكن برويدي أصر على أنه لم يكن مجبراً على التسجيل في قانون “تسجيل العملاء الأجانب”، قائلاً إن حملته ضد قطر لم تكن موجهة من قبل عميل خارجي وإنما كانت مبادرة شخصية منه. إلا أن الوثائق التي تحصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس” تثبت أن حملة الضغط ترافقت مع السعي للحصول على عقود عمل وتضمنت مهام سياسية نُفذت لمصلحة بن سلمان وبن زايد، اللذين يُدرج أسمي بلديهما (السعودية والإمارات) في قائمة “العملاء” لحملات الضغط في شركة إليوت برويدي، “سيرينوس”.

وتكشف ملخصات كتبها برويدي بنفسه حول لقاءين مع ترامب، أحدهما لم يتم الكشف عنه في السابق، بأنه كان يمرر رسائل الأميرين الخليجيين إلى الرئيس الأمريكي، وأنه أخبر ترامب بأنه يسعى لعقد صفقات معهما.

وتقول “أسوشيتد برس”، إن السعودية وجدت طريقها طريقاً جديداً إلى واشنطن بعد فوز ترامب بالانتخابات، وتضيف أن برويدي سعى لنسب ذلك النجاح إليه، كما تكشف رسائل البريد الإلكتروني، وكان مستعداً للحصول على الدفعة الأولى من الأموال تبلغ 36 مليون دولار مقابل عقد جمع معلومات استخباراتية أبرمه مع الإمارات.

وتشير الوكالة، أن كل شيء كان ليحدث بأمان وسلاسة لولا عامل واحد: تعيين المحقق روبرت مولر لقيادة التحقيق ضد التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وتنوه “أسوشيتد برس”، أن كلاً برويدي ونادر لم يعرفا بعضهما حتى حدث اللقاء الأول بينهما في حفل تنصيب دونالد ترامب رئيساً جديداً للولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين دأب الرجلان على تمتين علاقتهما ونسج شراكتهما، حيث أرسل نادر لبرويدي عنوان بريده الخاص عبر خدمة “بروتون ميل” المشفرة.

ومنذ البداية، عمل الرجلان على مهمة بهدفين: شن حملة ضد قطر لمصلحة الأميرين الخليجيين (بن سلمان وبن زايد)، ومن ثم تحويل ذلك النجاح لعقود دفاع بملايين الدولارات، بحسب الوثائق التي أطلعت عليها “أسوشيتد برس”.

وتستدرك الوكالة، أن برويدي كان يملك أذن الرئيس الأمريكي، بينما زعم نادر بأنه يملك أذني بن سلمان وبن زايد.

وفي 7 فبراير/شباط 2017، بعث برويدي برسالة إلى موظف يعمل لدى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس تتمحور حول مشروع قانون يهدف لفرض عقوبات على قطر بتهمة دعم المنظمات الإرهابية، في إطار ما وصفه نادر ب “ضرب قطر بشدة”، وفقاً لرسائل البريد الإلكتروني.

وفي اليوم التالي، بعث برويدي برسالة إلى نادر تتضمن مجموعة أسئلة بشأن عقد عمل محتمل مع السعودية لتدريب قوات عربية للقتال في الحرب التي تقودها الرياض في اليمن.

خطة لإنشاء قوة قتالية مسلمة

وتفيد رسائل البريد الإلكتروني المسربة، بأن الرجلين عرضا مجموعة خطط على محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بقيمة تتجاوز المليار دولار. كانت إحداها تقضي بإنشاء قوة قتالية مسلمة بالكامل تتكون من 5000 شخص، في حين تقضي خطة ثانية بمساعدة الإمارات على جمع معلومات استخباراتية، وخطة ثالثة تعمل على تعزيز القوات البحرية السعودية والقوات الحدودية، وتقترح خطة رابعة إنشاء مراكز لمكافحة الإرهاب في السعودية.

وفي ملاحظة أرسلت إلى برويدي، قال نادر إن الأميرين الخليجيين، وخصوصاً ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، كانا سعيدين جداً بعقود العمل المقترحة”.

لكن كان على برويدي ونادر التركيز على حملة الضغط ضد قطر في المقام الأول، كما تكشف الرسائل. وبالتالي، قدم الرجلان مقترحاً بميزانية تبلغ 12 مليون دولار تهدف ل “فضح قطر ومعاقبتها” ودفع الولايات المتحدة للضغط على الدوحة من أجل “المساعدة في عمل إكراهي ضد إيران”، وفقاً لوثيقة تعود لمارس/آذار 2017.

ويهدف جوهر الخطة إلى إظهار أدلة تؤكّد أن قطر كانت قريبة جداً من إيران وتدعم الجماعات الإسلامية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. وتقتضي الخطة أن يعمل كلا برويدي ونادر على إقناع حكومة الولايات المتحدة بفرض عقوبات ضد قطر ونقل القاعدة العسكرية الأمريكية من الدوحة إلى مكان آخر في الخليج.

لكن ترى “أسوشيتد برس”، أن دفع الإدارة الأمريكية لنقل قاعدة “العديد” العسكرية من قطر إلى مكان آخر في الخليج هو أمر غير وارد، وأن تلميع صورة السعوديين والإماراتيين في واشنطن هي “سلعة يصعب بيعها”، في ظل السجل السعودي الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان، وربط العديد من الأمريكيين المملكة بحادثة تفجير برجي التجارة العالمية في 11 سبتمبر/أيلول 2001، إذ أن 15 من أصل 19 شخصاً شاركوا في الحادثة كانوا يحملون الجنسية السعودية، وأن إثنين منهم كانوا إماراتيين.

ورغم ذلك، تقول “أسوشيتد برس” إن توقيت الحملة التي قادها برويدي ونادر كان مناسباً، حيث يرى ترامب والعديد من الجمهوريين في واشنطن السعودية بصفتها “الثقل الموازن” في مواجهة إيران في المنطقة.

شراء النفوذ داخل الكونغرس

وتنقل الوكالة عن إحدى الرسائل التي بعثها نادر لبرويدي، حيث يخبره بأنه يطلع “الأشخاص المعنيين” على نشاطهما، ليرد عليه الأخير بأنه يحرز تقدماً في الحملة. وتظهر رسالة أخرى تفاخر برويدي بحصوله على دعم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، الجمهوري إد رويس، بشأن مشروع القانون ضد قطر.

وتكشف الرسالة قول برويدي إنه “أمر إيجابي جداً”، وإنه نجح ب “تحويل” موقف رويس من انتقاده للسعودية إلى “انتقاده قطر”. وتفيد “أسوشيتد برس”، أن برويدي تبرع بحوالي 600 ألف دولار لدعم مرشحين جمهوريين وقضايا داخل الحزب الجمهوري منذ مطلع 2017، وأن رويس نال النصيب الأكبر من تلك التبرعات.

وتفاخر برويدي أيضاً بأنه “دفع” رويس لكيل المديح لجنرال سعودي بارز، هو أحمد حسن محمد عسيري، وأنه تم تسجيل هذا المديح في سجلات الكونغرس. ومن جانبه، عبّر نادر عن سعادته البالغة إزاء مديح رجل الكونغرس للجنرال السعودي، الذي كان مسؤولاً عن تقييم مشاريع الأعمال والعقود التي اقترحها برويدي ونادر على السعوديين والإماراتيين.

وبحسب الوثائق، فأن نادر كتب لبرويدي بأنه “حصل على لقاء رائع ومذهل” مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وأن احتمالات الحصول على عقود بمليارات الدولارات “جيدة”.

وأضاف نادر في رسالته أن ولي العهد السعودي “كان إيجابياً جيداً بشكلٍ عام”، وأنه طلب منه مناقشة العقود مع “الجنرال أحمد”، في إشارة إلى الجنرال أحمد عسيري.

وبناءً على طلب نادر، تم تحويل مبلغ 2.5 مليون دولار على دفعتين من شركته في الإمارات عبر شركة كندية تدعى “كزيمن للاستثمارات”، التي قال شخص مطلع على عملية التحويل إن مديرها هو أحد أصدقاء برويدي. ومن ثم حولت الأموال لاحقاً إلى حساب برويدي في لوس أنجليس.

وكان الهدف من عملية التحويل التغطية على أن الأموال التي يراد بها العمل السياسي جاءت من شركة نادر في الإمارات. وكان برويدي أخبر “أسوشيتد برس” في وقت سابق أنه لم يفكر في طرح سؤال حول سبب تحويل المال عبر كيان أجنبي، لكن ربما كان برويدي قد أدرك في تلك اللحظة مخاطر عدم التسجيل كعميل أجنبي في واشنطن، حيث تم تداول هذا الخبر بكثرة في وسائل الإعلام الأمريكية.

200 مقال… أضرب الأوغاد

ولكن لم يثنِ ذلك برويدي عن مواصلة حملة الضغط ضد قطر، حيث أشاد نادر بحملته وأخبره بأن “يواصل ضرب (الأوغاد)”.

وبعد أن تم “تسليحه” بدفعة أموال جديدة، حشد برويدي لنادر وسائل إعلام يمكنها أن تشعل النار في قطر، حيث تمكن من إقناع مؤسسة أبحاث أمريكية، “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، لعقد مؤتمر صحافي مناهض لقطر.

وكتب برويدي رسالة لنادر يخبره فيها بأن خطته تقضي بتمويل المؤسسة وغيرها من مراكز الأبحاث لإعداد نحو 200 مقالاً.

وكشف مارك دوبوفيتز، رئيس المؤسسة، في وقت لاحق أن برويدي طمأنه بأن هذه الأموال لا تأتي من حكومة خارجية وأنه لم يبرم أي عقوداً مع دول الخليج.

وفي 21 أبريل/نيسان 2017، أرسل برويدي لنادر مسودة مقال تظهر فيه فاعلية الحملة التي يقودها، وكانت الرسالة معنونة بكلمة “سري”. وبعدها بثلاثة أيام، نشرت “وول ستريت جورنال” مقالاً بعنوان: “وجهان قطر: الحليف الشرق أوسطي المريب”. ويدعو المقال، الذي تشارك في كتابته الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي تشارلز والد، والذي كان نائباً لرئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، لنقل القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر إلى الإمارات التي وصفها بأنها “وجهة منطقية”.

وما لم يعرفه القرّاء، أن والد كان مدرجاً في وثائق الشركة كعضو في فريق برويدي التابع لشركة “سيرينوس” الذي يسعى للفوز بعقود في السعودية.

ونفى والد لاحقاً أنه عمل لبرويدي، وأضاف: “لم أكن جزءً من الفريق”. لكن تشير المراسلات البريدية بين برويدي ونادر إلى اسم تشارلز والد لعشرات المرات، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”.

وخُطط لإنعقاد مؤتمر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في 23 أيار/مايو في فندق فيرمونت بواشنطن. وأشار تقرير لشركة “سيرينوس” تم إرساله من برويدي إلى نادر، أن كلا السعودية والإمارات مدرجتان في قائمة “العملاء”، وأن الجنرال أحمد عسيري مُدرج ك “مستشار”، وأن برويدي ونادر مدرجان ك “مسؤول/مدير ارتباط”، ما يثير عدة أسئلة بشأن تصريحات برويدي لوكالة “أسوشيتد برس”، بأنه لم يعمل لصالح حكومة أجنبية.

وأطلقت في المؤتمر سلسلة من القصص المعادية لقطر في منصات الإعلام الرئيسية، والتي صنّفها برويدي لكلا من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

وتفيد “أسوشيتد برس”، أن البهجة كان تطغى على برويدي ونادر حينما اختار دونالد ترامب السعودية، وليس دولة أوروبية، كأول رحلة خارجية له منذ توليه منصب الرئاسة في واشنطن. وبعدها بأسبوعين، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حملة ضد قطر وأغلقت المجالات التجارية والدبلوماسية، والجوية أمامها.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، رتب برويدي أهم اللقاءات التي يطمح إليها أي لوبي ضغط في واشنطن: لقاء مع الرئيس في المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض. وقبل اللقاء، كتب نادر لبرويدي رسالة فيها مجموعة من الأهداف: الترويج لفكرة إنشاء قوة قتالية مسلمة، إبعاد الرئيس عن التدخل في قطر، وترتيب لقاء سري بين الرئيس ترامب وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، حسب ما تظهره رسائل البريد الإلكتروني.

صهر ترامب… مهرج الأمير

وكتب نادر، أن الأميرين “يعتمدان عليك في توصيلها (الرسالة) بصراحة ووضوح”، وأخبره بأن هذا اللقاء يعد تاريخياً وأوصاه ب “الاستفادة من هذه الفرصة التي لا تقدر بثمن”.

وطلب نادر من برويدي أن يتحدث للرئيس عن علاقته مع وليي العهد: “سأكون ممتناً لو ذكرت دوري للرئيس، وعلاقتي القريبة مع الصديقين الكبيرين”، مستخدماً اسماءً مستعارة للأطراف الثلاثة.

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول، كتب برويدي لنادر بأنه أوصل الرسائل للرئيس وحثه على الابتعاد عن الصراع مع قطر وأوضح له خطط شركته إنشاء قوة قتالية مسلمة. وكتب برويدي: “الرئيس ترامب متحمس للغاية”، وسأل الرئيس عن الخطوة القادمة، فأجاب برويدي بأنها ستكون مقابلة مع ولي عهد أبو ظبي، حيث قال برويدي في رسالته لنادر: “الرئيس ترامب وافق على أن اللقاء مع محمد بن زايد فكرة حسنة”.

وتشير إحدى الرسائل، أن نادر كان يريد شيئاً آخر: صورة شخصية تجمعه مع الرئيس ترامب، وهو طلب كبير من شخص مدان بانتهاك الأطفال، ولكن الخدمة السرية بالرئيس الأمريكي رفضت لقاء نادر بدونالد ترامب.

وكان برويدي يستعد لزيارة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث كان محمد بن زايد يستضيف سباق “فورمولا ون” في أبو ظبي، إلا أن نادر نصحه بالابتعاد عن الحدث وقال له: “أعتقد يا صديقي أنه ليس من الحكمة رؤيتك في هذا الحدث. سيتواجد هناك العديد من الصحافيين والأشخاص من روسيا وبلدان أخرى”.

والتقى برويدي بدونالد ترامب مجدداً في 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأخبر نادي بأن أبلغ الرئيس ترامب بأن وليي العهد “معجبان كثيراً بقيادته”، وعرض مساعدة وليي العهد في خطة السلام التي يعمل عليها جاريد كوشنر، صهر ترامب.

ومن جانبه، كتب نادر لبرويدي: “عليك أن تسمع يا أخي بشكلٍ خاص ما يفكر به الأمراء بشأن جهود “مهرج الأمير” وخطته. لا أحد يريد حتى أي يضيع فنجان قهوة عليه لولا المرأة المتزوج منها”، في إشارة إلى إبنة دونالد ترامب، إيفانكا ترامب.

وبعد أيام قليلة من لقاء برويدي بترامب، منحت الإمارات شركته عقداً أمنياً بقيمة 600 مليون دولار على مدى 5 سنوات، وفقاً للرسائل المسربة.

وفي 17 يناير/كانون الثاني، تلقى برويدي أول دفعة من المبلغ وكانت 36 مليون دولار، وراسله نادر قائلاً: “ممتاز، هذه واحدة من بين الكثير”.

About Ali Saedi 5893 Articles
Master of Translation and Content Writing