فايننشال تايمز: هل تكون “قناة سلوى” محاولة أخرى فاشلة لإخضاع قطر؟

وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، في مقالها الافتتاحي، خطط السعودية الرامية لحفر قناة “سلوى” البحرية حول قطر بهدف تحويل الجارة الغنية لجزيرة، بأنها خطوة تصعيدية جديدة “غير مبررة” في النزاع الخليجي المستمر منذ يونيو/حزيران الماضي.

وتشير “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها، أنه في حال صدقت التقارير الواردة بشأن قناة “سلوى” البحرية، فهذا يعني رغبة الرياض بتحويل دولة قطر الغنية بالغاز الطبيعي إلى “جزيرة”، وسيمثل ذلك حلقة تصعيدية جديدة لا تحتاجها منطقة الشرق الأوسط على الإطلاق.

وتستدرك الصحيفة البريطانية، بأنه ينبغي على الدول المحاصرة في الأزمة الخليجية-السعودية والإمارات والبحرين ومصر-تخفيف حدة الحملات الدعائية ضد قطر التي أثبتت فشلها لغاية اللحظة بترهيب القطريين واجبارهم على تقديم التنازلات للملكيات المنافسة في منطقة الخليج.

وتضيف افتتاحية “فايننشال تايمز”، إنه “كان بالإمكان التوصل لحلول بشأن الخلافات من خلال الطرق الدبلوماسية. إلا أن ولي العهد السعودي الطامح، محمد بن سلمان، وبالاتفاق مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، انتهجا أسلوب تصعيد الخلاف وتحويله لأزمة أخرى لا يحتاجها الشرق الأوسط”.

وتفيد الصحيفة البريطانية، أنه بمقدور قطر تجاوز العاصفة؛ فهي أغنى بلد في العالم على أساس الدخل السنوي للفرد. إلا أن الضرر الناتج عن الأزمة الراهنة على المناخ الاستثماري في منطقة الخليج أصاب الجميع ولم يستثنِ أحد.

وتنوه “فايننشال تايمز”، أن “الدوحة قاومت بعقلانية اغراءات الرد بإجراءات انتقامية. ومن الصعب معرفة ما الذي يمكن أن تقوم به أكثر من ذلك. فمسؤولية انهاء النزاع القائم تقع على عاتق الدول التي خلقت الأزمة”.

وتذهب الافتتاحية إلى أنه “بالنظر إلى المدى الذي وصلت إليه محاولات الرياض وأبو ظبي لإثارة مشاعر العداء ضد قطر، فأنه من غير المرجح رؤية تراجع مفاجئ في المواقف”.

وتقترح “فايننشال تايمز”، أن “الخطوة الأولى تبدأ بتخفيف نبرة الخطاب الدعائي، ومن ثم رفع إجراءات الحصار بشكلٍ تدريجي كخطوة تالية”.

وتشير الصحيفة البريطانية، أن “الرئيس الأمريكي صب الزيت على النار في البداية واصطف علناً بجانب السعودية. ولكن قطر تعتبر أيضاً حليف مهم للولايات المتحدة وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية خارج الولايات المتحدة”.

وتختتم “فايننشال تايمز” بالقول، “يبدو أن ترامب بدأ يفقد صبره، وهذا ما جعله يقترح استضافة قمة بين الدول المتنازعة في كامب ديفيد في سبتمبر/أيلول المقبل. وينبغي على الأطراف المتنازعة في هذا الصراع غير المبرر، أن تستغل هذه الشهور للبدء بنزع فتيل الأزمة”.

About Ali Saedi 5893 Articles
Master of Translation and Content Writing