نيويوركر: سعد الحريري تعرض للتعذيب والصفع أثناء احتجازه في الرياض!

نشرت مجلة “نيويوركر” الأمريكية في نسختها الإلكترونية، مقالاً مُطوّلاً للكاتب دكستر فلكنز، يسلط الضوء على سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة ابتداءً بواقعة توليه منصب ولي العهد في المملكة مروراً بالأزمة القطرية ووصولاً إلى الدور الذي يلعبه في خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ترسمها حكومة الرئيس دونالد ترامب بقيادة مستشاره وصهره جاريد كوشنر.

وفي خضم ذلك، يتطرق الكاتب لموضوع استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، التي أعلنها من منزله في العاصمة السعودية الرياض، وبُثّت عبر قناة العربية السعودية الرسمية.

ويقول فليكنز في بداية روايته، إن محمد بن سلمان استدعى رئيس الوزراء اللبناني للحضور إلى العاصمة السعودية، الرياض، في الوقت الذي كان يستعد فيه الأخير لاستضافة مأدبة غداء تجمعه بوزيرة الثقافة الفرنسي، فرانسواز نيسون.

ويضيف الكاتب: “إلا أن الحريري لم يكن في موقف يخول له تجاهل دعوة محمد بن سلمان (أو كما يعرف إم. بي. إس.)، بالنظر إلى أن الحريري يعتبر مواطناً سعودياً يحمل الجنسية السعودية، ويمتلك شركة (سعودي أوجيه) للمقاولات وأعمال الانشاء “الغارقة في الديون” آنذاك، والتي نفذت مشروعات بملايين الدولارات للحكومة السعودية”.

ويشير فليكنز إلى أن العلاقة بين ابن سلمان والحريري أخذت بالتدهور بسبب حرب الوكالة الجارية مع إيران، والتقاط الحريري صورة مع القائد الإيراني البارز، علي ولايتي، الذي أكد للحريري نيّة طهران الاستمرار بتثبيت موطئ قدم لها في المنطقة خلال زيارته لبيروت في العام الماضي.

ويقول الكاتب، إنه منذ أن تدخلت السعودية والإمارات في اليمن، وبعد قرابة ثلاث سنوات، لم يشهد الوضع تحسناً بل ازداد سوءاً بشكلٍ كارثي، حيث أن جماعة الحوثي لا تزال تفرض سيطرتها على العاصمة اليمنية، ولا يزال عناصرها يتلقون الدعم والتدريب من القوات المسلحة الإيرانية والعملاء التابعين لجماعة حزب الله اللبنانية.

علاوة على ذلك، ينوه الكاتب، أن الإيرانيين نجحوا بإيصال الصواريخ الباليستية لجماعة الحوثي، التي أطلقت عدداً كبيراً منها نحو الأراضي السعودية في الآونة الأخيرة.

ويردف الكاتب، أن الحريري عندما استُدعي إلى الرياض لمقابلة ابن سلمان توقع أن يتم استقباله بحفاوة كبيرة من العائلة الحاكمة.

وينقل الكاتب عن أحد مساعدي الحريري، قوله “أعتقد سعد (الحريري) بأن جميع مشكلاته مع ابن سلمان سوف تُحَل خلال اللقاء”.

ويضيف الكاتب نقلاً عن مسؤولين أمريكيين سابقين لا زالا ناشطان في المنطقة، قولهما “ما حدث كان العكس تماماً، فقد احتجز الحريري مباشرة بعد وصوله إلى الرياض لمدة 11 ساعة من قبل الشرطة السعودية”.

ويتابع المسؤولان: “اُجلس الحريري على كرسي، وتعرض للصفع مراراً من قبل السعوديين”.

ويقول الكاتب في مجلة “نيويوركر”، إن “الحريري كان يبدو مرهقاً في فيديو استقالته الذي بُث عبر قناة العربية، والذي أشار فيه لمؤامرة إيرانية لتصفيته، مؤكّداً من خلاله أن أيدي إيران في المنطقة ستُقطع”.

ويشير فليكنز أخيراً، أن إبن سلمان كان يخطط لعزل سعد الحريري من رئاسة الوزراء اللبنانية، وفقاً لمسؤولين لبنانيين وغربيين، واستبداله بشقيقه بهاء، الذي يقضي الكثير من وقته في إمارة موناكو الفرنسية.

ويذكر الكاتب، أن مسؤولاً أمريكياً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط، أخبره بأن ولي العهد السعودي “حصل على الضوء الأخضر من الحكومة الأمريكية” لتنفيذ مخططه والاطاحة بالحريري من منصبه، وحدث ذلك على الأرجح خلال القمة الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض العام الماضي.

About Ali Saedi 5893 Articles
Master of Translation and Content Writing